المؤتمر الدولى الثاني للشرق الاوسط
مشروع إعلان هاتاي 2 -
1 - عقد المؤتمر الدولى الثاني للشرق الأوسط في محافظة هاتاي بتركيا من السابع إلى التاسع من ديسمبر 2011 في أجواء بناءة ونزيهة، بفضل التنظيم الجيد للمركز التركى الاسيوى للدراسات الاستراتيجيه TASAM والذى شاركت فى استضافته محافظة هاتاي وجامعة مصطفى كمال بالتعاون مع معهد دراسات الشرق الاوسط بجامعة مرمره ومركز الشرق الأوسط. للدراسات الإستراتيجية. وقد استقبل المشاركون كلمة الافتتاح التى القاها السيد إرشاط هرموزلو المستشار الأول لرئيس الجمهوريه التركية لشئون الشرق الأوسط بترحيب وتقدير عالى ، حيث قام بنقل رسالة ترحيب من الرئيس التركي عبد الله جول.
وكان موضوع المؤتمر هو "التغيير في الشرق الأوسط"، وقد حضره عدد من الدبلوماسيين والإعلاميين والأكاديميين وسياسيين من الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، لمناقشة التطورات الحديثة في الشرق الأوسط بعمق وتفصيل. وفي هذا السياق تم بحث ومناقشة المحاور التالية لموضوع المؤتمر: "الخلفيه التاريخيه للتغيير فى الشرق الأوسط"، "الأبعاد الاجتماعية والسياسية للتغيير في الشرق الأوسط" و” تركيا و التغيير في الشرق الأوسط” وكذلك"التفاعل بين النظام العالمى والتغيير فى الشرق الاوسط"، حيث تم تبادل الأفكار والرؤى المختلفه بخصوص المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يواجهها الشرق الأوسط وانعكاساتها الاقليميه والدوليه.
2 - تم التأكيد أثناء المؤتمر على أهمية اختيار هاتاي لانعقاد المؤتمر وامكانية أن تتخذ انجازات المدينة الاجتماعية والسياسية كنموذج ونبراسا للتعايش بين المجتمعات متعددة الهويات. واكد المشاركون على اهمية التزام دول المنطقة بالتعاون البناء في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاستراتيجية من أجل سلام المنطقة والعالم، كما اجمع المشاركون على أن هذه النتيجة ستقدم لمتخذي القرار لتوضع في اعتباراتهم.
3 - اكد المشاركون ان المصدر الرئيسي لغياب الاستقرار بالمنطقه يتمثل فى غياب أي برامج لمرحلة ما بعد إسقاط الأنظمة الديكتاتوريه، خاصة وان محاولات إجهاض علمية التغيير لم تنجح في أي من دول الربيع العربى ولذا يتوقع لمتخذي القرار التصرف بالحيطة وتفادي التسرع والانفعال، والتصرف من منطلق "مصلحة الدولة" وتقديم حلول طويلة الأجل وفريدة لتحقيق الاستقرار والرخاء لشعوبهم. كما حذر المشاركون المخاطر المحدقة بالدولة نتيجة خلل في مؤسسات الدولة، مما يؤدي إلى هشاشتها و المساس بشرعيتها واضعاف ثقة الشعوب فيهاخاصة وانه في لحظة انهيار الأنظمة القديمة القائمة على المحسوبية والفساد، تفقد الدولة فعاليتها بشكل ملحوظ.
4 - اشار المشاركون الى ان غياب القيادة والخبرة الديمقراطية يمهد الطريق لقيام أنظمة سلطوية جديدة، ولهذا السبب فإن التفاعل البناء بين القيادات العليا في الدولة والحركات السياسية المعبره عن شعوب المنطقة هو أمر جوهري لتفادي تزايد الاحتقان إقليميا. ان كرامة وشرف النظم السياسيه بالشرق الاوسط مرهون بكرامة وشرف شعوبها، ومن ثم ينبغى القضاء على الفجوة بين هذه النظم وشعوبهامن خلال اعادة توزيع السلطات والمشاركة في الحكم القائمه على مبادئ مشروعة تحفظ الاستقرار الإقليمي. على أن تشكل الخصوصيه الاجتماعيه حجر الأساس لشرعية الحكم، وبالرغم من أهمية الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. و في هذا السياق ، تقييم الموارد الاقتصادية الأصلية للمنطقة في داخل المنطقة ذات أهمية كبيرة، الا ان الأولوية القصوى ينبغى ان تعطى للحوكمة الرشيدة وكرامة المواطن.
5 - اشار المشاركون الى انه قد تم رسم الحدود في الشرق الأوسط وفقا لتقسيمات اثنية ودينية ومذهبية بما يتناسب مع المصالح البريطانية والفرنسية ومصالح القوى الغربية، ولا يمكن استبعاد إعادة المحاولات لبلورة تلك الانقسامات المخزية حتى فى ظل تمسك الحركات الشعبية بالوحدة حول مثل عليا كالحرية والكرامة والرخاء. بناء على ذلك، فينبغي التأكيد على ان إرادة الشعوب هى المحدد لنوعية وتفاصيل التغيير في المنطقة، وليس مصالح القوى الخارجية وشروطها المهينة. وبالتالى فمن المنطقي أن تتم تنمية العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فيما بين شعوب المنطقة لأعلى الدرجات الممكنة من التفاعل، تزامنا مع تفادي الحض على الكراهيه على أسس دينية وإثنية ومذهبية ،الامر الذى يعتبر الأسلوب الأمثل للحد من احتمالات نشوب الصراعات وإرضاء الأطراف المتنازعة والمحتقنة.
6 - وفى هذا المجال اكد المشاركون ان التاريخ قد أثبت تعايش شعوب المنطقة سلميا ، وأن تناحرها عرقيا وطائفيا قد تعمق بسبب التدخل الغربي في المنطقة. وبالتالى فالتأكيد على قيم انسانيه عليا مثل العدالة والإنسانية والمساواه، سيكون الوسيله لاستئناف التعايش بين مختلف المجموعات العرقية والدينية والمذهبية.
7 - اشار المشاركون الى ان زيادة عدد مستخدمى وسائل الإعلام الاجتماعية في العقد الماضي ادت الى زيادة مستوى التفاعل والوصول إلى المعلومات بدرجة غير مسبوقة مما غير من طبيعة العلاقه بين الحكومات والشعوب، لذا أصبح من الصعب في المستقبل بقاء الأنظمة التي ليس لديها القدرة على تلبية المطالب المعقولة للشعوب. من ناحية أخرى، أصبح الناس أكثر عرضة للتلاعب من قبل وسائل الإعلام الاجتماعية، ولذلك علىالحكومات الجديدة اتخاذ الخطوات اللازمة للتوعية من أجل التأقلم مع هذا الوضع الجديد.
8 - اكد المشاركون الى انه ينبغي على اللاعبين الخارجيين إنهاء دعمهم للنظم الاستبدادية بحجة منع الحركات الراديكالية من الوصول إلى السلطة فقد أدركت شعوب المنطقة أنها من خلال قدرتها على التظاهر والنزول إلى الشارع يمكن أن تضع هذه النظم في مأزق. وبالتالى فان التدخلات الخارجية قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. وبالرغم من بديهية ضعف المجتمع المدني، وعجز أحزاب المعارضة، و اعتماد رجال الأعمال الكامل على الحكومات، إلا أن التدخلات الخارجية لن تساهم جديا في تحسين الوضع فالحل يكمن في إقامة توازن حقيقي يمكن الاعتماد عليه بين المجتمعات والنظم.
9 - ان إلقاء اللائمة على سياسات الدول الغربية يعد هروبا من المسؤولية، ويساهم في تقويض الثقة في النفس على المستوى الإقليمي، لأن مسؤولية ما يحدث في المنطقة ترجع أولا لأسباب داخلية، وبالتالي فإن النظم ينبغي أن تعمل من أجل حل المشاكل التى تواجهها.
10 - اشار المشاركون الى إن تركيا لا تبحث عن دور باعتبارها نموذجا للمنطقة، ولا هي حصان طروادة للبلدان الغربية، وإنما تسعى لأن تكون بمثابة مصدر للإلهام على أساس خلفيتها التاريخية ومسؤولياتها المستقبليه لتتويج هذا التحول في المنطقة لصالح شعوب المنطقة وبشكل سلمي.
11 - كما اكدوا إن سلامة دول المنطقة ترتبط ارتباطا وثيقا ببعضها البعض، فأي تفكك أو اضطراب في دولة يمكن أن يؤثر على الدول الأخرى، ولذلك ينبغي تحديد اتجاه التحول في الشرق الأوسط، ويجب البدء بالمبادرة من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة، ولابد أن تكون الجهود موحدة في هذا الاتجاه. وتدارس المشاركون امكانية إقامة مجلس يهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية من أجل تحديد خرائط طريق صحيحة بما يتماشى مع مصالح دول وشعوب المنطقة، والتأكيد على القيم المشتركة، وتقييم إمكانيات الاستثمار، كما تدارسوا امكانية دعم هذا المجلس من قبل جماعات افتراضية (الكترونية).
09.12.2011 هاتاي
< السابق | التالي > |
---|